معرض

ملامح عربية فى الوجه الأوروبي!


Amr9فى قلب العاصمة البريطانية “لندن” تقع ساحة “الطرف الأغر”، واحدة من أبرز ساحات العالم، الساحة التى تخلد باسمها ذكرى انتصار الأسطول الإنجليزي على أسطولي فرنسا وإسبانيا عام 1805، ويتوسطها تمثال شامخ لقائد المعركة الأدميرال “نيلسون”، تعد واجهة تاريخية عريقة لبلاد الإنجليز، بينما أراد الكاتب الشهير “إرسكين تشايلدرز” أن يبرز فيها واجهة أخرى، فى رسالة ربما تأتى صادمة للإنجليز ولعامة الغربيين، كتب “تشايلدرز”:

الميدان الذى يحمل اسمًا عربيًا، تحيطه البنوك، التي تعتمد فى معاملاتها على “الشيك”، وهى كلمة عن أصل عربي (الصك)، ومعاملة ابتكارها التجار العرب، بل ولغة الأرقام التي تتداولها ليل نهار هى أرقام عربية.

أما مصارف المياه الجارية تحت ساحة الميدان، فهى من ابتكار العرب فى بغداد وقرطبة، فى زمن كانت فيه “لندن” وكل مدينة فى أوروبا تزكم روائح فضلاتها الأنوف، وتغوص أقدام سكانها فى الأوحال والنفايات.

وفى سماء الميدان تتألق نجوم رئيسية، تحمل أسماء عربية، أطلقها فلكيون عرب، كان لهم سبق كشفها فى مراصدهم العربية.

وهذا القائد “نيلسون” الذى يتوسط تمثاله الساحة، ويناطح السحاب، ما كان له أن يصل إلى “طرف الغار” (على الساحل الإسباني) لولا تقنيات كان لملاحين عرب سبق إرسائها. حتى اللقب الذى منحته بريطانيا لقائدها المنتصر: “أدميرال”، ما هو إلا تحوير للفظ العربي “أمير البحار”.

وهذا الماء الذى يتدفق عبر الينابيع عند قاعدة تمثال القائد المنتصر، إنما نقاؤه ثمرة علم الكيمياء الذى وضعه العرب، وما ابتكروه من عمليات: التحليل، والتنقية، والتقطير.

هكذا لم تغب عن عيني “تشايلدرز” القسمات العربية فى الوجه الإنجليزي العريق، بينما تغيب بكل أسف عن آخرين، إليهم أعيد تمرير رسالته، إلى أولئك الذين فقدوا ملامحهم، وفقدوا ذاكرتهم.

 ————————–

  نُشر فى العدد (1) من جريدة “الشاهد”

 

أضف تعليق